الادمان كمفهوم عام هو عبارة عن حالة نفسية وسلوكية لها تأثير كبير على الإنسان تحت مسمي التعود، ويؤثر على الجهاز العصبي بشكل كبير، مما يجعل الإنسان دائم السعي لتحقيق الراحة النفسية والجسدية لحظة الوصول إلي ما اعتاد عليه.
والإدمان شأنه شأن التعود علي أي سلوك معين يقوم به الأنسان بشكل يومي ، مثل تناول نوع معين من الطعام بشكل دائم أو نوع معين من الشراب بشكل مستمر، أو حتى غسيل اليدين بشكل متكرر مبالغ فيه، وغيرها من العوامل الأخرى المؤثرة في سلوك الشخص.
المعروف عن كلمة الأدمان وأول ما قد يخطر في بال المستمع أو القارئ لهذه الكلمة هي أنها التعود علي تناول أو تعاطي مادة معينة بجرعات زائدة لفترات طويلة. كما يحدث في حالة تناول كميات مرتفعة من أدوية معينة لفترة زمنية طويلة، أو شرب نوع معين من الكحوليات لفترة طويلة، أو تناول أي نوع من أنواع الأعشاب التي تحتوي على جزء كبير من مواد مخدرة. وهنا يتحول الإدمان أو الاعتياد إلي مرض، مما يؤدي إلي قيام الشخص المريض بهذا الأدمان بفعل أي شئ مقابل الوصول إلي الراحة النفسية والجسدية التي يريدها. وفي حالة عدم الوصول لهذه الراحة قد ينتج عن ذلك تحول وتطور الحالة المرضية هذه عند المريض، بل وقد تصل به إلي الوفاة.
فيما يخُص ادمان المخدرات، تتمثل في خضوع مناطق الدماغ المسؤولة عن التوتر والسيطرة على النفس أيضاً إلى تغييرات طويلة المدى أثناء اضطراب الإدمان، مما يساهم بشكل كبير في صعوبات مستمرة في الامتناع عن مادة الإدمان.
يُعتبر من المفاهيم الخاطئة والشائعة في جميع أنحاء العالم حول تعاطي المخدرات والإدمان أن يعتقد الكثير من الناس أن الإدمان اختيار أو نتيجة لسلوك منحرف أو إجرامي. وقد خلق هذا وصمة عار عن الأشخاص الذين يعانون من هذه الظروف الصعبة ، وقد يصعّب على الأشخاص حتى الحصول على المساعدة.
فى الواقع، الإدمان هو حالة عقلية معقدة يمكن أن تنجم عن عدد من العوامل منها البيولوجية والبيئية والتنموية.
تعتبر الحالة النفسية للشخص من الأسباب الرئيسية التي تساهم في توجيه سلوكه وتصرفاته نحو الأدمان، فقد يلجأ إليها الإنسان لأنها الملاذ الوحيد الذي يستطيع أن يرتاح معه ويتعامل معه نفسياً دون قيود ، حيث أنه يقدم له كافة أسباب السعادة من وجهة نظره.
في حين تختلف الحوافز المحددة من شخص لآخر بشكل عام. في بعض الأشخاص، يمكن أن تكون بداية رحلة الإدمان ناتجة عن مشاكل نفسية غير مُعالجَة بما في ذلك القلق والاكتئاب. فيجد فى اللجوء لإدمان المخدرات عزاءًا مؤقتًا من المعاناة التي يعيش بها ، والتي يمكن أن تنجم عنها العديد من مشكلات الصحة العقلية أو غيرها من المشكلات الصحية.
ولكن أيا كان سبب بدء المرض ، بمجرد بدء الإدمان ، فإن المرض عادة ما يكون خارج عن السيطرة.
هناك بعض العوامل البيولوجية تمثل عاملًا مساعدًا يدفع الإنسان للإدمان فمثلًا الإنسان لديه مصنع طبيعي لإنتاج الأفيونات تعرف باسم الاندورفينات Endorphins والانكفاليناتEncephalins هذه المواد تسكن الآلام التي يتعرض لها الإنسان سواءً آلامًا عادية أو غير عادية، فحركة المفاصل بدون هذه الافيونات غير محتملة، وعندما يتعرض الإنسان إلى حادثة أو كسر في العظام فإن المخ يعطي أوامره الفورية للخلايا فتنتج هذه الافيونات الطبيعية على وجه السرعة، وهذه الافيونات تعمل على تسكين الآلام، ولكن أحيانًا يوُلَد الإنسان ويكون حظه من هذه الافيونات غير كاف، فيميل مثل هذا الإنسان لتعاطي المخدرات ليعوض نقصه من الافيونات الطبيعية.
حالة أخرى، الأطفال المولودين من أمهات مدمنات للخمور تكون قابليتهم للإدمان أربعة أمثال الأطفال المولودين من أمهات غير مدمنات، ولذلك كثيرًا ما يكون أبناء المدمنة مدمنين. ذلك يحدث نتيجة أن خلايا الإنسان تحمل الكرُموزُمات Chromosome، وهذه الكرُموزُمات تحمل الجينات Genes التي تتحكم في الصفات الوراثية للإنسان، وهذه الجينات قد تظل صامته لمدة سنين طويلة، ولكن تحت ضغط البيئة والظروف فإنها تبرز الاستعداد البيولوجي للإنسان.
تؤثر العائلة والأصدقاء و الجماعات التى ينتمي إليها الأفراد بشكل كبير على احتمال إصابة الشخص بالإدمان. كما يمكن أن تؤثر الإساءة الجسدية والجنسية وضغط العائلة والإجهاد وتوجيه الوالدين بشكل كبير على احتمالية الإصابة بمرض الادمان.
الأسرة هى المؤسسة الأولى التى يتعلم فيها الطفل منذ نشأته عن الصح و الخطأ ، الضار و النافع. لذلك يقع على الأسرة العاتق الأكبر فى ترسيخ خطورة الادمان و أضراره النفسية و الصحية و العقلية فى أذهان أفرادها منذ الصغر. لكن ليست الأسرة هى المحرك أو المسيطر الوحيد على سلكويات الفرد و اتجاهه للإدمان. حيث تلعب الجماعات و المجتمعات الأخرى التى ينتمى إليها الفرد مثل المدارس و الجامعات و الأصدقاء وغيرها دوراً حيوياً فى تدعيم أو هدم القيم التى تبنيها الأسرة.
تتعدد أنواع و أشكال الادمان وفقاً لنوع المادة التى يتم الادمان عليها:
يُعد إدمان الحبوب الدوائية من أشهر أنواع الإدمان لسهولة تناوله والحصول عليه أحيانا ، يُعتبر في الأساس هذا النوع من الحبوب بتكون عبارة عن مستخلص مادة فعالة تستخدم كدواء لعلاج مرض معين. واليكم أشهر أنواع ادمان هذه الحبوب.
حبوب الكبتاجون تستخدم في الأساس لعلاج الأطفال الذين يعانون من أمراض نقص الأنتباه وأمراض فرط الحركة ، ولكن كعادة الأدوية التي يتم اكتشاف أنها تحتوي على مواد فعالة منشطة تم استخدامه بشكل خاطئ. الصدفة قادت إلى اكتشاف أن حبوب الكبتاجون لها القدرة على جعل المتعاطي لها يداوم على السهر لفترات طويلة دون نعاس واليقظة لأطول فترة ممكنة.
حبوب ليريكا هي أحد أنواع العقاقير الطبية الحديثة ومن أهم المواد الفعالة المكونة في حبوب ليريكا هي مادة “بريجابالين”. و يتم تناول حبوب ليريكا كعلاج للمرضى المصابين بأمراض تلف الخلايا العصبية وما ينتج عنها من الاّم. ولكن علي الجانب الاخر يتم استخدامها بجرعات زائدة ، وذلك كنوع من انواع المخدرات.
يُعد هذا النوع من المخدرات من أخطر الأنواع لأنه من المخدرات الأصطناعية ، ويطلق عليه مخدر الشبو أو الكريستال ميث. المادة الفعالة في مخدر الشبو هي مادة الميثامفيتامين ، والتي تعتبر من أكثر المواد المنشطة شديدة الإدمان. وتعتبر دول شرق آسيا هي الدول المنشأ لهذا النوع من المخدرات ، وهم من أطلقوا عليه أسم الكريستال ميث ، لكي يزداد رواجه في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الخليج العربي.
الحشيش يعد من أكثر أنواع المخدرات انتشاراً في العالم ، نظراً لأن الحشيش رخيص الثمن وسهل التعاطي بعيداً عن تعقيدات التعاطي في المخدرات الأخرى.
الحشيش كمخدر يتم استخلاصه من نبات القنب الهندي ، والتي تنتشر زراعتها في المناطق الأستوائية الطقس أو المعتدلة المناخ. ويعتبر الحشيش هو السائل المجفف من المادة الصمغية لنبات القنب الهندي.
ينتج الهيروين تأثيرًا “منخفضًا” يؤدي سريعًا إلى حالة من الاسترخاء والنشوة (المرتبطة بالتغيرات الكيميائية في مراكز المتعة في الدماغ). مثل الأفيونات الأخرى ، يستخدم الهيروين لخفض قدرة الدماغ على إدراك الألم.
الاستروكس عبارة عن نباتات طبيعية مجففة يضاف إليها مواد كيميائية، و يلاحظ أن اختيار المواد الكيميائية يكون معتمد على المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي بشكل مباشر، ويتم تناولها عن طريق الأنف أو التدخين ، و تدخل مباشرة على الدم والجهاز العصبي.
الحقيقة المحزنة هي أن المزيد من الوفيات والأمراض والعجز ناتجة عن إدمان المخدرات، حيث أنه أكبر تأثيراً من أي حالة مرضية أخرى يمكن الوقاية منها. في الغالب ما يتداخل الاعتماد لفترة طويلة على المخدرات مع كل عضو في جسم الإنسان.
من أهم الآثار الصحية والأمراض التي يمكن أن يسببها تعاطي المخدرات:
بالتأكيد آثار تعاطي المخدرات ليست متعلقة بالصحة فحسب. كما يُمكن أن يكون لإدمان المخدرات عدد من العواقب الضارة على الصعيد الاجتماعي والعاطفي للمدمن ، بما في ذلك:
قد تكون هناك بعض المشكلات الصحية والعاطفية التي لن تلتئم و قد تسوء أكثر مع مرور الوقت. أفضل طريقة لمنع الضرر الدائم هي البحث عن علاج احترافي في أسرع وقت ممكن للتغلب على الإدمان.
إذا كانت لديك أسئلة أو مخاوف بشأن الادمان ، تواصل معنا فوراً. بإمكان دار التعافي مساعدتك أو مساعدة أقربائك أو معارفك في إيجاد طريقة للخروج من الضباب المظلم للإدمان والوقوع فيه. تواصل معنا للحصول على مزيد من المعلومات حول برامجنا الشهيرة وكيف يمكننا مساعدتك أو مساعدة أحد أفراد أسرتك في بدء الرحلة نحو الاستشفاء. ليس كل من يجرب المخدرات يصبح مدمنًا. لا يوجد عامل واحد يمكنه التنبؤ بما إذا كان شخص ما سيصبح مدمنًا ، على الرغم من وجود عوامل اجتماعية وبيولوجية وبيئية عامة تزيد من المخاطر.
There is no item in your cart