مشكلة ادمان المخدرات في مصر تزايدت بشكل مُرعب في الأونه الأخيره مما يجعلها من أكبر القضايا التي تهدد مستقبل الدولة المصرية، لما لها من أثر تدميري على المجتمعات وعاملًا رئيسيًا في الكثير من المشاكل الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والصحية. كما لم تعُد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو فئة معينة في المجتمع، بل شملت العديد من الأنواع و جميع الطبقات والأعمار.
كأي مشكلة، نحتاج إلى فهمها جيداً وادراك كافة جوانبها و أسبابها حتى نستطيع علاجها بشكل سليم.
إدمان المخدرات، ويُسمى أيضًا اضطراب استخدام المواد المخدرة، هو مرض يؤثر على مخ الشخص وسلوكه ويؤدي إلى العجز عن التحكم في استخدام العقار أو الدواء القانوني أو غير القانوني . مُدمن المخدرات قد يستمر في تعاطي المخدرات على الرغم من الأذى التي يسببه لنفسه أو لغيره.
يُمكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي التجريبي لمخدر على سبيل التسلية في مناسبات خاصة أو من أجل بعض المعارف والأصدقاء، ثم يصبح تعاطي المخدرات أكثر تكرارًا. بالنسبة إلى آخرين، وخاصة مع المواد الأفيونية، يبدأ إدمان المخدرات بالتعرف على أدوية بوصفة طبية أو الحصول على أدوية من صديق أو قريب تم وصف الدواء له طبياً.
يختلف خطر الإدمان وسرعة تحوُّل الشخص لمُدمن على حسب العقار المخدر، حيث تنطوي بعض العقاقير مثل المسكنات الأفيونية على خطر اعلى وتتسبب في الإدمان بسرعة أكبر من غيرها.
مع مرور الوقت، قد يحتاج المُدمن إلى جرعات أكبر من العقار للوصول إلى النشوة. وسرعان ما يحتاج إلى العقار لمجرد أن يشعر بأنه في حالة جيدة. ومع زيادة استخدام العقار، يجد المدمن صعوبة متزايدة في الاستمرار بدونه، بل قد تؤدي محاولات التوقف عن استخدام المخدر إلى إحساس قوي بالرغبة فيه وتجعله مريضًا بدنياً (أعراض الانسحاب).
الادمان بشكل عام يقوم بتغيير سلوكيات الفرد المُدمن وطريقة تفيكره المُعتادة ، ومن أبرز أعراض ادمان المخدرات:
تعددت أنواع المخدرات وأشكالها وأصنافها في مصر حتى أصبح من الصعب حصرها أو حتى السيطرة على انتشارها، لكن يُمكننا تحديد بعض أنواع المخدرات التي تستولي على المراكز الأولى بالترتيب من حيث الانتشار والاقبال عليها في جمهوية مصر العربية:
ادمان المخدرات يترتب عليه أضرار جسيمة سواء صحية أو عقلية أو نفسية أو اجتماعية، و من أبرزها:
تعددت على مر التاريخ النظريات والأبحاث حول الأسباب التي أدت إلى زيادة ظاهرة ادمان المخدرات في مصر بهذا الشكل المُتسارع. البعض يُرجِّح أنها تعود لأسباب نفسية، و البعض يرى أنها ظهرت نتيجة لمجموعة من الظروف الاجتماعية، و البعض الآخر يرى أن هناك عوامل طبية و وراثية تؤدي بالفرد إلى ادمان المواد المخدرة.
شهدت مصر في السنوات الأخيرة انتشاراً هائلا لتعاطي المواد المخدرة بأنواعها المختلفة، خاصة بين الشباب، ووصلت نسب الإدمان إلى مستويات غير مسبوقة، بل وأصبح من غير المستغرب أن تجد تجار المخدرات في الشوارع يبيعون المواد المخدرة لزبائنهم بشكل علني، أو أن تجد مجموعات من الشباب يتعاطون المخدرات بأريحية.
المفاجأة الكبرى هي ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في مصر إلى 10.4 %، وهذا أكثر من ضعف المُعدَّل العالمي للتعاطي والذي يبلغ نحو 4% في الدولة الواحدة، مما يعني أن عُشر المصريين يتعاطون المخدرات!
كما ارتفعت نسبة تعاطي الاناث للمخدرات لتصل إلى 28% مُقابل 72% في الرجال وفق آخر إحصائية لرصد نسبة التعاطي والإدمان بمصر صادرة عن صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي.
أكدت الدراسات و الاحصائيات أيضاً أن 79% من الجرائم التي تُرتكب ترجع إلى تعاطي المواد المخدرة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن سن التعاطي انخفض إلى ما بين 9 و10 سنوات.
كما تزايد في الأشهر الأخيرة الإقبال على أصناف مخدرات جديدة بمصر، وفي مقدمتها “أستروكس” و”فودو”، حيث باتت تأتي بالمراتب الأولى في نسب التعاطي متقدمة على الأصناف الشهيرة التي كانت أكثر رواجاً في الأعوام الماضية، كـ”ترامادول” والهيروين والحشيش.
بسبب ما تخوضه مصر من حروب متتالية ضد الادمان فإنه تم بناء عدد كبير من المستشفيات الخاصة والحكومية حتى يتم محاربة الادمان والقضاء عليه بشكل نهائي.
بالرغم من كل هذه الجهود المبذولة من قِبَلْ الحكومة المصرية، فإن أعداد المدمنين في تزايد مستمر و نسب التعافي من الادمان منخفضة. ويرجع ذلك إلى أن الجهات الطبية الحكومية لا تستطيع علاجهم جميعا، وهذا لضعف الإمكانات العلاجية في ظل تدني عدد أسرّة علاج الإدمان في مصر، والتي لا تتجاوز ألف سرير. هذا بالاضافة إلى نقص الأطباء المختصين في علاج الادمان في تلك المستشفيات الحكومية.
لهذا فإن هناك الكثير ممن أصابهم مرض الادمان في جمهوية مصر العربية يتلقون العلاج في مراكز متخصصة لعلاج الادمان، وذلك بسبب كفاءة الأطباء و أخصائي علاج الادمان والبرامج العلاجية في تلك المراكز الخاصة.
كما أن الكثير من مستشفيات علاج الإدمان في مصر تعتمد على عزل المريض وصرف المهدئات كعلاج دون تقديم العلاج الطبي والنفسي، وهو ما يساهم كثيرًا في تزايد حدة المرض وتضاعف درجة الإدمان، كما يصاب المدمن بنوع آخر من الإدمان وهو إدمان العقاقير المهدئة التي لا تخضع للرقابة.
تقوم دار التعافي لعلاج الادمان و الطب النفسي باستقبال و علاج حالات الإدمان في مصر، حيث يتم استخدام العديد من البرامج العلاجية للوصول إلى للتعافي التام من الادمان.
يتم فيها فحص حالة المريض وتقييمها على مستوى عال باستخدام أساليب علمية، وتحديد الاحتياجات الطبية والنفسية والاجتماعية للمريض، وكذلك معرفة مدى شدة الإدمان والأمراض المصاحبة له.
وتشتمل هذه الخطوة أيضًا على تحديد برنامج الرعاية والعلاج وفقًا لاحتياجات المريض، ووصف العلاج حسب البروتوكولات المحددة، وكذلك مراقبة وتقييم فاعلية التدخلات والبروتوكولات، وإجراء الفحوصات الطبية الكاملة لمعرفة الآثار التي تسبب فيها المخدر للجسم.
وتعرف أيضًا بمرحلة الأعراض الانسحابية وفيها يخضع المريض لإشراف طبي على مدار الساعة لمدة تتراوح ما بين 7 إلى 10 أيام كحد أقصى.
يعتمد أطباء و خبراء علاج الادمان بدار التعافي في هذه المرحلة على مجموعة من أحدث الأساليب الدوائية لتطهير الجسم من السموم مما يساعد المريض على مواجهة أعراض الانسحاب بشكل طبي متخصص تجنبًا للأعراض التى تنتج من التوقف عن التعاطي، وأبرزها القيء والإسهال وآلام الظهر وارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى الرشح والسيلان وعدم القدرة على النوم والاكتئاب.
وهي المرحلة التالية لطرد السموم من الجسم، وفيها يتم تأهيل المريض نفسيًا وسلوكيًا، مما يمنحه قدر كبير من الراحة والاسترخاء، ثم يضع أطباء دار التعافي لعلاج الادمان و الطب النفسي برنامج علاجي يساعد على إحداث التأهيل النفسي المطلوب في مدة تتراوح ما بين 2 إلى 6 شهور حسب حالة المريض.
الهدف الأساسي من مرحلة المتابعة هو استمرار المريض في التعافي ومنعه من تناول المخدر مرة أخرى، بالإضاف إلى توفير ملاذ آمن يستطيع التوجه إليه في أي وقت للحصول على المساعدة، ويكون ذلك وفقًا لبرنامج ممنهج يساعد على الاندماج في الحياة مرة أخرى.
There is no item in your cart