ادمان الاستروكس و الفودو هو خطر مخدرات جديد انتشر في الآونه الأخيرة في مصر بين فئة الشباب على وجه الخصوص، الذين هم عماد المجتمع و مستقبله.
بدأ دخول مخدرات الاستروكس والفودو إلى مصر في أواخر عام 2010، عن طريق الحدود الغربية ، حيث يتم استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية كأعشاب للحيوانات غير صالحة للاستخدام الآدمي، إلا أنه يتم توزيعها على تجار المخدرات كعقارات مخدرة دون النظر إلى آثارهم السلبية وخطورتهم على الصحة. وسُرعان ما أصبحوا مطلبًا لفئة كبيرة من الشباب على نطاق واسع من مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية.
“الفودو” و “الاستروكس” هي مواد مخدرة مخلقة من مادة الحشيش كميائيًا والمعروفة بـ”القنب المخلق” أو المخدرات الصناعية. لكن خطورتها وتأثيرها على الصحة 400 ضعف الحشيش الطبيعى، وهو ما يؤكد مدى تأثيرها الفتاك على جسد الإنسان.
الأستروكس هو مخدر قوي جدًا بالمقارنة مع المخدرات الأخرى وهذا لاحتواءه على مواد شديدة الإدمان، مثل الهيوسين والأتروبين والهيوسيامين، وهذه المواد شديدة الادمان تسيطر بطريقة مباشرة علة جهاز المدمن العصبي وتخدره تمامًا.
المصريون هم من أطلقوا على تلك المادة المخدرة هذا الاسم “الاستروكس” ، أما فى الولايات المتحدة الأمريكية فيطلق عليه أسم أخر مثل “كي تو” أو “سبايسى”، وسبب تسميته بالاستروكس في مصر هو أن البعض ذهب إلى أنه مشتق من كلمة “ستروك (stroke)” أى الجلطة، لأنه ربما يسبب جلطة.
أصبح مخدر الأستروكس من أنوع المخدرات الأكثر انتشاراً و خطورة على صحة من يتعاطاه في مصر؛ لأنه يحتوي على مواد ضارة تؤدي إلى الهلاك، خاصة وأنه من المخدرات الاصطناعية التى تتم تصنيعها ببراعة واحترافية عالية.
يتم بيع الجرام الواحد من الأستروكس في مصر من 250 إلى 300 جنيهاً مصرياً، ويباع على شكل أكياس تحتوي كلا منها على أربع جرامات. وتعد أكثر الفئات إقبالًا على تعاطي مخدر الاستروكس هي الفتيات.
التركيب الكيميائي لمخدر الاستروكس الصناعي غير معروف تماماً، ويمكن أن يكون عرضة للتغير و التعديل من دفعة لدفعة، و من تاجر أو مصنع لأخر، فمن المرجح أن يحتوي الاستروكس على مواد مختلفة في كل مرة، و بالتالي، يمكن جدا، أن تنتج تأثيرات مختلفة بشكل كبير على عقول و اجسام المتعاطين الذين يستخدمون هذه المواد.
يُسبب مخدر الأستروكس فقدان الوعي، كونه يدخل المتعاطى فى شبه غيبوبة وينفصل عن الواقع المحيط به، كما يسبب أيضًا إمساك وانخفاض في ضغط الدم واتساع حدقة العين وإحتباس البول مع زياده في سرعة نبضات القلب.
“الفودو” هي مادة تم صناعتها لأول مرة في أمريكا اللاتينية وهو نبات يشبه أوراق البانجو، ويتم وضع مادة “الفودو” على أي عشب أخضر، ثم تنشيفها لتتحول بعد ذلك إلى مواد تشبه التبغ. ويتميز “الفودو” باللون الأخضر الفاتح ويتم تعاطيه عن طريق التدخين ، و يحتوي على مواد تسمى “الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين”.
يتسبب “الفودو” في السيطرة التامة على الجهاز العصبي، ويؤدى إلى تخديره تمامًا، ويصيب المتعاطي باحتقان شديد واحمرار بالوجه وحشرجة في الصوت واتساع فى حدقة العين. وللأسف ان ادمان مخدر الفودو يتم فور تعاطيه من المره الأولي للتعاطي فهو سريع الادمان والتأثير علي الجسم نظرا لقوته التي تفوق اي مخدر آخر.
عندما ينتهى تأثير “الفودو” تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها المتعاطي، ويعد تأثيره أسرع من الهيروين ، لكن ليس أقوى منه.
يتم زراعه الفودو في قاره افريقيا وايضا يتم استيراده من معظم الدول الاوربيه والولايات المتحده الامريكيه حيث يتم استيراده علي انه علاج للحيوانات علي شكل اكياس صغيره الحجم ويكتب أسفل الكيس كلمة “voodoo” ومعناها تعويذه واسفلها جمله غير صالح للأستهلاك الأدمي مما يجعل عمليه بيعه سهله وبدون قيود. حيث يتم تجارة مخدر الفودو في مصر عن طريق تجار المخدرات بأسعار تتراواح من 150 : 200 جنيه للجرام، اما في امريكا فسعره اقل بكثير من مصر نظرا لعدم تجريمه واعتباره نوع من انواع الاعشاب.
يحتوي الكيس الواحد من مخدر الفودو علي 3 جرام من ماده عشبيه ذات اللون الاخضر الفاتح ورائحتها تشبه الماريجوانا ويتم تعاطيها من خلال السجائر ويستمر تأثيرها من 1 :5 ساعات حسب استعداد جسم الشخص وحالته وعندها يشعر المتعاطي بالنشوه وفتح الشهيه والبلاده واللامبالاه وسرعه ضربات القلب وخفقان في القلب وفي بعض الحالات يؤدي الي الشعور بالاغماء والقلق والتوتر الشديد والاحتضار والرعب من الموت.
يُمكن علاج إدمان الاستروكس، وذلك بمساعدة المتخصصين في علاج إدمان المخدرات، حيث أنه يجب أن يكون المدمنون مقتنعين بطلب المساعدة من عائلاتهم اولاً، ثم المؤسسات والمراكز المتخصصة في علاج الإدمان.
يمر علاج الاستروكس أو الفودو بعدة مراحل وهي:
يبدأ العلاج من إدمان مخدر الاستروكس أو الفودو بعلاج ما يعرف بأسم أعراض الإنسحاب التى تواجه المدمن عندما يقرر التوقف عن التعاطي، والتي غالباً ما تشبه أعراض انسحاب الماريجوانا، وعادة ما يستغرق ذلك من أسبوعان إلى 3 أسابيع، وقد تزيد هذه الفترة زيادة طفيفة حسب جرعة التي كان يتعاطاها الشخص المدمن. حيث تتم عملية سحب المخدر من الجسم تحت اشراف طبي كامل لمساعده المريض علي تخطي هذه المرحله بسلام وبدون ألم من خلال السيطرة على تلك الأعراض من خلال أدوية طبية مخصصة لذلك.
يتم فيها تطبيق بعض المعايير والاختبارات النفسية لمعرفة التشخيص النفسي للمريض وتحديد مقدار الضرر النفسي الناتج عن هذا الادمان، بهدف تأهيل المريض للتخلص من الادمان على المخدرات بشكل عام، ويتعلم المريض في هذه المرحلة أبضاً أساليب مقاومة الرغبة في تعاطي المخدرات وعدم العودة إليها مرة أخرى.
هي التي يحصل فيها المريض على الدعم من الأسرة والأصدقاء والأهل وفيها يسعى لاستعادة حياته الطبيعية مرة أخرى والانخراط في أنشطة المجتمع.
م. م، 29 عامًا، سائق توك توك، كان يعمل موظفا بشركة تبريد وتكييف، وأحد مرضى الاستروكس، يحكي عن تجربته في التعاطي قائلا: “تزوجت عام 2013 وكانت حياتي مستقرة، إلا أننا مررنا بضيقة مالية أنا وزوجتي، ولم نتلق مساعدة من أحد، الأمر الذي دفعنا في اتخاذ طريق اللاعودة، وهو طريق المخدرات وأصبحنا نتعاطى مخدر الحشيش والبانجو لفترة، ثم تعاطينا مخدر الترامادول لمدة ثلاث سنوات حتى قابلنا أحد مروجي المخدرات الذي أخبرنا بوجود نوع جديد في السوق يدعي الاستروكس. في بداية الأمر تعاطينا نسبة بسيطة وتبين أنً تأثيره على الجسد أفضل من باقي الحبوب المخدرة التي كنا نتعاطها، إلا أنه بعد فترة قليلة من التعاطي أصبحنا مغيبين عن الوعي مدة كبيرة فضلا عن الهلوسة التي تلازمنا في كل وقت”. وأوضح المريض أنه يمر مع زوجته بأوقات عصيبة، موضحا: “وصلنا لدرجة أننا لا نستطيع السير على أقدامنا لمدة كبيرة، لأننا ندخل في غيبوبة”، وأشار إلى أنهم في بعض الأوقات لا يتذكرون عنوان المنزل أو عنوان أسرتيهما، واستطرد في حديثه والدموع تتقاطر من عينه أنه يعمل الآن سائق توك توك، بعد فصله من عمله السابق بسبب دخوله عالم الإدمان.
أيضاً أكد ع. ع، 27 عاماً على أنه أدمن تعاطي الحشيش والهيروين مع شقيقه منذ عامين ثم انتقلا إلى الفودو ودخل عالم الإدمان المظلم وتحولت حياته إلى جحيم، وأوضح أن ذلك المخدر يغيب الإنسان عن الوعي لفترة كبيرة، وأضاف أنه “بعد نفاد النقود بدأنا نقترض من أصدقائنا مبالغ مالية لشراء الفودو، واضطررنا لتوقيع إيصالات أمانة لا نقدر على سدادها الآن، ونعيش حالة من اللوم وتعذيب النفس”.
There is no item in your cart